أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في كلمة الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، في عملية سرية نفذتها القوات الأمريكية خارج العاصمة الباكستانية، إسلام أباد، الاثنين.
وقال أوباما إنه أصدر أوامره لاقتناص بن لادن، بعد جمع معلومات استخباراتية وافية، باستهداف مجمع في ضاحية "أبوتاباد" بمشارف إسلام أباد، في عملية لم دقيقة لم يصب فيها أي من القوة المهاجمة.
إلى ذلك ، كشفت مصادر أمريكية، لشبكة سي إن إن عن أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، قاوم القوة الأمريكية المهاجمة، وقتل أثناء اشتباكات مسلحة اندلعت بعد اقتحام المجمع الذي كان يقيم فيه، خارج العاصمة الباكستانية، إسلام أباد.
وذكر المسؤول أن ثلاثة رجال قتلوا أثناء اقتحام المجمع، ونفى سقوط أي ضحايا بين القوة الأمريكية المهاجمة.
و ذكر مصدر عسكري رفيع إن عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية "سيلز" SEALs قامت بتنفيذ عملية الإغتيال، بعد تدريبات عدة.
وانتقلت القوة عبر مروحية عسكرية من أفغانستان لتنفيذ العملية ، وتواجد "الفريق الأمريكي الصغير"، في المجمع الفاخر في منطقة "أبوتاباد"، وتبعد 60 ميلاً من العاصمة الباكستانية، زهاء أربعين دقيقة، إلا أن المصدر رفض تأكيد مشاركة الجيش الأمريكي في العملية.
وأشار مراقبون إلى أن المجمع الذي كان يقيم فيه بن لادن يخضع لإجراءات أمينة صارمة وتحيط به أسوار عالية وبلغت تكلفة تشييده مؤخراً أكثر من مليون دولار، ولم تتوفر به خدمات انترنت أو هاتف.
وأظهرت مقاطع فيديو عرضتها قناة "جيو" الباكستانية ألسنة اللهب تتصاعد من المجمع.
وتحطمت مروحية أمريكية أثناء عملية الدهم نتيجة عطل ميكانيكي، ما أجبر القوة المهاجمة على تدميرها.
وكشفت مصادر أمريكية رفيعة أن إدارة الرئيس، باراك أوباما، تكتمت على المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها حول مكان بن لادن قبيل العملية، ولم تطلع أي دولة، بما فيها باكستان، عليها لدواع أمنية.
وعلمت قلة من المسؤولين الأمريكيين مسبقاً بالعملية التي انتهت بتصفية أبرز عدو للولايات المتحدة بعد مطاردة دامت زهاء عشرة أعوام.
وذكرت مصادر أن الإدارة الأمريكية سوف تتعامل مع جثة بن لادن التي تتحفظ عليها وفق الشريعة الإسلامية.
كما لفتت مصادر من الكونغرس وإدارة الرئيس، باراك أوباما، إلى أن جثة بن لادن، الذي قتل بجانب عدد من أفراد أسرته، بحوزة مسؤولين أمريكيين.
ولم تتوفر أي تفاصيل بعد بشأن عملية اغتيال الأكثر المطلوبين لدى الولايات المتحدة، التي رصدت 25 مليون دولار ثمناً لرأس، كما لم يتضح إذا ما كان ساعده الأيمن والرجل الثاني في التنظيم، أيمن الظواهري، بين القتلى.
وأظهرت مقاطع فيديو عرضتها الشبكة حشود غفيرة من الأميركيين تجمعت قرب الأبيض وهي تهلل فرحاً لنبأ مقتل بن لادن.
وقالت مصادر استخباراتية باكستانية، إن عناصر من "خدمات الاستخبارات الباكستانية ISI" تواجدت أثناء العملية، ولم يتضح أي من العناصر - الأمريكية أو الباكستانية - هي التي أطلقت الرصاصات التي قضت على بن لادن.
ويأتي مقتل زعيم تنظيم القاعدة العاصمة الباكستانية مخالفاً للتوقعات حيث رجحت كافة التقارير الاستخباراتية اختباء قيادات القاعدة في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
وفي الأثناء، ذكرت مصادر أمريكية أن الخارجية الأمريكية رفعت حالة الاستنفار بين بعثاتها الدبلوماسية بالخارج.
وجاء اغتيال بن لادن كنصر قوي لأوباما، الذي أعلن مؤخراً نيته الترشح لولاية رئاسية ثانية، وبعيد فشل سلفه الرئيس السابق، جورج بوش، في اقتناصه بعد سنوات من الغزو الأمريكي لأفغانستان أواخر عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة.