الكاتب: مصطفى الصواف
اليونسكو على طريق الأونروا، لعبة سخيفة في تغيير الأسماء والمفاهيم، بالأمس الأونروا تغير اسمها ثم تتراجع عن التغيير بعد النفي الذي ثبت بطلانه، واليوم تلعب اليونسكو نفس الطريقة عندما وضعت على موقعها الالكتروني أن القدس عاصمة إسرائيل ثم سحبت ونفت بعد أن أثارت الجامعة العربية والإعلام الفضيحة الجديدة لمؤسسات تابعة للأمم المتحدة والتي من المفترض أن تكون حيادية وأن تساعد على تحقيق السلم والأمن الدوليين وأن لا تحيد عن الطريق التي رسمت لها منذ عقود من الزمن.
هذا الأسلوب المكشوف من سياسة جس النبض الذي تمارسه هذه المؤسسات من خلال إحداث تغييرات معينة وتطرح هذه التغيرات ثم تنتظر ردة الفعل من قبل أصحاب الشأن وعليه يتم الاستمرار أو التوقف، واللعب اليوم يتم على القضايا المركزية للشعب الفلسطيني، بالأمس كان اللاجئون واليوم القدس وكان الهدف الواضح هو محاولة تصفية القضية الفلسطينية ليس فقط على أرض الواقع من خلال السياسة التي تمارسها سلطات الاحتلال بل ومن خلال الوثائق والمنظمات الدولية عندما تقدم على هذه الأفعال المهينة لها والتي تضعها إلى جانب العدو الإسرائيلي في السيطرة على الحقوق الفلسطينية والقضاء عليها، وتخرجها عن أهدافها وعن دورها وحياديتها التي على أساسها قامت وعملت طوال السنوات الماضية.
ويبدو أن الأمم المتحدة والتي باتت محكومة بسياسة التمويل وليس بسياسة مساندة الحقوق والشعوب المظلومة، وأصبحت مؤسسات الأمم المتحدة مسيطر ومهيمن عليها من قبل الإدارة الأمريكية والتي يتحكم فيها اللوبي الصهيوني، وهذا اللوبي يحاول التأثير على هذه المؤسسات بما يخدم الاحتلال الصهيوني في فلسطين والعمل على شطب القضية الفلسطينية من الأمم المتحدة بعد أن عطلت كل القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة ( رغم أنها ظالمة وغير منصفة للشعب الفلسطيني وجاءت على حساب أرضه وحقه) ورغم ذلك لم ينفذ منها أي قرار منذ صدورها وحتى الآن ونذكر منها قرار التقسيم ( 181) وقرار اللاجئين ( 194) والقرار الذي صدر بعد عدوان 67 ( 242) وقرار(338) وغيرها من القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
الأمم المتحدة حققت نجاحات في كثير من القضايا الدولية وغيرت معادلات مختلفة وعملت على التدخل وحل المنازعات بالقوة لو استدعى الأمر، وعند القضية الفلسطينية لم تفعل شيئًا بل شاركت في تكريس الجريمة وتكريس الاحتلال لكون الطرف الآخر هم اليهود( إسرائيل)، انحياز سافر وتعد على حقوق الشعب الفلسطيني.
وما يمكن أن نؤكد عليه في هذا المقام أن هذه المؤامرات الدولية التي تمارسها مؤسسات دولية والتي تقودها دول مختلفة بهدف تحقيق الحلم الصهيوني في فلسطين لن يكتب لها النجاح وإن كانت هناك نتائج على الأرض تشير إلى نجاح المشروع الصهيوني ولكنها نجاحات آنية لن يكتب لها الاستمرار طالما أن هناك شعبًا فلسطينيًا يقول إن له أرضًا وقضية وحقوقًا وأن هذا الكيان كيان غاصب وهو إلى زوال، هذا هو الضمان الوحيد لبقاء القضية الفلسطينية وهو المحفز على استمرار التأكيد على أن فلسطين للشعب الفلسطيني وأن طريق عودتها لن يكون عبر الأمم المتحدة أو طاولات المفاوضات لأن هذه الوسائل لا يمكن لها أن تمنح الشعوب حقوقًا وأن تعيد لها أوطانًا مغتصبة ولن تقيم لها دولة.
الدول تقام بالمقاومة والتي بها يتم استرداد الحقوق، وثمن ذلك الشهداء والدماء واسألوا التاريخ فهو حافل بالتجارب والتي تؤكد على ما نقول، فالدول لا تقام في قلب الاحتلال ولكن بعد كنس هذا الاحتلال.
من سيفشل هذه المؤامرة الدولية هو الشعب الفلسطيني الذي مازال متمسكا بحقه ولن يتنازل عنه ولن يفرط به ولديه القدرة والاستعداد لدفع استحقاق التحرير.