بعد مرور عام على رحيل أسد من أسود الإسلام العظيم ، وفارس همام من فرسان كتائب العز القسامية ، ومجاهد صنديد رسم معالم طريق العز والكرامة بالجهاد في سبيل الله ، فكان من المخلصين الأتقياء ، والرجال الأقوياء ، شديدا في الحق ، فذا في الذكاء والإعداد ، قويا في مواجهة أعداء الله اليهود ، كيف لا وهو الشهيد القسامي القائد عيسى عبد الهادي البطران ، الأسير والجريح والشهيد ، زوج الشهيد وأب الشهداء ، ورجل من زمن الصحابة رضوان الله عليهم .
وتزامنا مع الذكرى السنوية الأولي لرحيله والتي تصادف 31-7 من كل العام ، كان لكتائب الشهيد عز الدين القسام بالمحافظة الوسطى بكتيبة البريج وقفة وفاء ، ولمسة وفاء لرمز الجهاد وصاحب اللبنة الأولى في الجهاد في مخيم البريج ، والتي كرمته بدورها بمهرجان جماهيري حاشد ، مساء الجمعة 29-7-2011 بصالة نادي خدمات البريج ، وسط حضور رسمي وشعبي كبير ، وبمشاركة النائب الأستاذ مشير المصري ، والشيخ المربي أبو أيمن طه ، وعدد من قيادات القسام بالمحافظة .
العظماء يبقون أحياء
أشار القائد القسامي أبو الأرقم خلال كلمة كتائب القسام بالبريج إلى عدد من مناقب الجهاد التي ترك بصمتها شهيدنا أبو بلال إلى يومنا هذا ، مسهبا في حديثه عن جهاد وجهد وعطاءات البطل عيسى البطران ، والتي هدفت بمجملها الى العمل الجاد من أجل تحرير فلسطين ، التي عاشت في قلب شهيدا تاريخا وحاضرا ومستقبلا ، ورحل من أجلها كما عاش لنصرتها .
وأكد أبو الأرقم على أن هذا المهرجان بمثابة لمسة وفاء للشهيد القائد أبو بلال ، والذي قدم الكثير الكثير من أجل نصرة هذا الدين القويم ، وساهم بشكل كبير في وحدة التصنيع القسامية التي لقنت الاحتلال دروسا موجعا ، منوها إلى أن من أراد السير في طريق الجهاد والمقاومة فعليه أن يدفع الثمن ويجهز نفسه وماله وأهله فداء لهذا الوطن ، كما كان حال أبو بلال رحمه الله .
وشدد القائد القسامي على أن العظماء أمثال أبو بلال رغم موتهم وشهادتهم يبقون أحياء في قلوب من عرفهم ، كيف لا وهم من ضربوا الأمثلة في كل الميادين بالعمل العسكري وداخل الميدان وفي غرف التصنيع مطبقين قوله تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله وعدوكم " ، ومعبرا عن فخر واعتزاز كتائب القسام بعائلة البطران التي رعت المجاهدون أطفال رضع وأسقتهم لبان العزة والكرامة حتى زفتهم بثياب الشهادة في سبيل الله
نعم المثال أبو بلال
بدوره تطرق الأستاذ مشير المصري خلال كلمته إلى شهيدنا أبو بلال كنموذج عظيم تمثلت فيه تضحيات الأمة وخارطة المعاناة والفداء الفلسطينية ، معتبره مثالا يحرض الجميع على السير في طريق الجهاد والمقاومة وامتشاق السلاح .
وأضاف " أبو بلال نموذج عظيم قل مثيله في التاريخ الإسلامي ، سجين وجريح وشهيد ، مضى في السجن ما مضى ، وجرح مرات عديدة ، وتعرض مرارا وتكرارا لمحاولات الاغتيال ، بهدف منعه من التصنيع ، فسبقته يده إلى الجنان قبل أن يظفر بالشهادة ، وضحى بنفسه وماله وأهله وزوجته وأبنائه الخمسة شهداء في سبيل الله ، فصبر ومضى أكثر إصرارا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة ، وكان دائم التضحية لأجل العودة إلى بلدته المحتلة الفالوجة ، ونحن على دربه سائرون ، ولطريقه وعهده حافظون ، وعهدا على القسام ألا تنسى الدرب والعهد " .