شخص يبكي ...لماذا؟
نقرأ كثيراً ونسمع عن قصص مؤسفة تتحدث عن العقوق الذي يسود العلاقات العائلية في بعض الأسر, وتنتج عنه تصرفات مشينة تثير الغضب.. قضايا وصراعات عائلية تصل الى المحاكم وتاخذ طابعا حادأ في الصراع في قضايا الارث وتنتج عنها قطيعة في الرحم التى أمر الله بها ان توصل, وانقطاع في التوصل ويتجاهل الجميع في سلوكهم مانصّت عليه تعاليم الشريعة السمحة من حث على صلة الرحم واعتبارها مطلبا شرعيا يفترض أن يؤديه كل مسلموقد شدني موضوع نشر في صحيفة الرياض السعودية ورد في مقدمته صراع حاد بين أخوين يناقش حاجة أحد المواطنين هذا الرجل بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيتهماأبكى هذا الشخص هو خسارته قضية غريبة من نوعها, فقد خسر القضية أمام أخيه, لرعاية أمه العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاسفقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر , الذي يعيش وحيداً, وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش مع أسرته, لكنه رفض محتجاً بقدرته على رعايتها, وكان أن وصل بهما النزاع الى المحكمة ليحكم القاضي بينهما, لكن الخلاف احتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصر على أحقيته برعاية والدتهوعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها, فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها عشرون كيلوجرام فقطوبسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لما تقول: هذا عيني.. مشيرة الى الاخ الاكبر .. وهذا عيني الأخرى.. مشيرة الى أخيه, وعندها أضطر القاضى أن يحكم بما يراه مناسباً.. وهو أن تعيش مع أسرة الأخ الأصغر فهم الأقدر مادياً على رعايتها, وهذا ما أبكى هذا الشخص*******ما أغلى الدموع التى سكبها ..دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخأ مسناً, وما أكبر حظ الأم لهذا التنافسليتني أعلم كيف ربت ولديها للوصول لمرحلة التقاضي فى المحاكم على رعايتهاهو درس نادر في البرّ.. في زمن شحّ فيه البرإبـكِ يا عاق الوالدين لعل يرق قلبك ويحن لأمك